تعتبر شركة مايكروسوفت واحدة من رواد شركات التكنولوجيا الحديثة في الولايات المتحدة والعالم أجمع، ساهمت عبر نظام تشغيل الحواسب المنزلية ويندوز في التسهيل من عملية التعامل مع الأجهزة والبرمجيات المتعلقة بها، كما ساهمت مجموعة البرامج المكتبية الشهيرة أوفيس في تلبية طلبات العملاء في التعامل مع البيانات بكافة أشكالها وصورها، ولا تزال الشركة تساهم عبر أنشطتها الجديدة في التقدم العلمي التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن.

مايكروسوفت تنشأ مراكز بيانات جديدة

قامت شركة مايكروسوفت الأمريكية خلال السنوات الأخيرة بإنشاء بعض مراكز البيانات، ولم تقم بوضعها كالعادة على سطع الأرض، لكن هذه المرة في أعماق المحيط الأطلسي قرب السواحل الإسكتلندية، ومركز البيانات الثاني هذا وضع في مياه المحيط خلال ربيع عام 2018، تحت عمق وصل إلى نحو 36 متر تحت سطح الماء، وقط أطلقت عليه الشركة اسم مشروع ناتيك، أما مركز البيانات الأول الذي يوضع تحت الماء ضمن هذا المشروع فقط وضع خلال عام 2016، وكان في المحيط الهادي بالقرب من سواحل ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وقد استمر مركز البيانات المتطور في الماء لمدة عام ونصف تقريباً، ثم قررت الشركة سحبه خلال الأيام الماضية، وتأمل مايكروسوفت من خلال مشروع ناتيك في تطوير التقنيات التكنولوجية المطلوبة لإنشاء مراكز البيانات تحت الماء، وهي الطريقة التي تتوقع الشركة أن يتزايد استخدامها في المستقبل القريب، لما تقدمه تلك المراكز من مزايا مختلفة، بداية من أنها لا تحتاج إلى أنظمة تبريد خاصة به، حيث يمكنها التبريد من خلال استغلال كميات الماء الوفيرة المحيطة بها، كما أنها تعمل من خلال الطاقة الجديدة والمتجددة.

لماذا توضع مراكز البيانات الجديدة تحت الماء

بالإضافة إلى العديد من المزايا الجديدة التي تم التحدث عنها سابقاً، توفر هذه الطريقة العديد من المزايا الآخرى، بداية من عدم تعرض الهيكل المعدني للأكسجين مما يقلل من فرص تأكله، ثانيها أن وجوده تحت الماء يجنبه التعرض إلى أي صدمات كبيرة ناتجة عن حوات أو زلازل مثلاً، وهو الأمر الذي يمنح مركز البيانات تحت الماء الكثير من الموثقية عن نظيرتها المبنية على سطح الأرض، مشكلة آخرى تتعرض لها مراكز البيانات على الأرض وهي الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، لكن تحت الماء يقوم المركز باستخدام الماء في عمليات التبريد الذاتي بصورة أكثر كفاءة.

عضو في شركة مايكروسوفت يشيد بالمشروع

تحدث أحد أعضاء مجموعة أبحاث المشروعات في شركة مايكروسوفت سبينسر فاورز عن نجاح الشركة في استخراج مركز البيانات الثاني، مؤكداً شعوره وجميع أعضاء الشركة بالسعادة الكبيرة، خاصة مع ملاحظة مدى نظافة مركز البيانات رقم مكوثه هذا الوقع تحت الماء، وقد استغرقت عملية استخراج المركز نحو يوم واحد، وبعدها مباشرة تم استخدامه في مراجعة كميات كبيرة من البيانات، فيما صرح بن كاتلر مدير المشروع أن معدل فشل مراكز البيانات الموجودة تحت الماء هو واحد إلى ثمانية من المعدلات الموجودة حاليا لمراكز البيانات على سطح الأرض.