قد يبدو الأمر غريباً أن تنقص من وزنك دون حرمان أو اتباع نظام غذائي قاسٍ جداً، خاصة في عالم متطور مليء بالأخصائيين الغذائيين، والإعلام الذي يشجّع على صورة نمطية للجمال والجسد الرشيق.

أود أن أتحدث عن تجربتي الشخصية جدا، عانيتُ من اتباع كل أنواع الحميات الغذائية لمدة عشر سنوات متتاليه، تناولت جميع المشروبات المنحفة التي من الممكن إيجادها في الصيدليات والمتاجر وحتى عند العطارين. اتبعت نظام ال paleo والبروتينات وجربت الذهاب لدى 5 أخصائيين للتغذية، ولم يفد الأمر، كنت في كل مرة أفقد نصف الوزن المطلوب، ثم لا أقوى على اتباع الحمية ليوم واحد إضافي  فقط، وأعود إلى العادات الغذائية غير الصحية، وأدخل في دوامة الذنب والحاجة إلى معاقبة نفسي وحرمانها من الطعام، ثم ما ألبث أن أتناول كميات مفرطة من الطعام وأكتسب مجدداً الوزن الذي خسرته! إلى أن قررت أن أتوقف تماما عن أي حمية.

هذا القرار المفاجئ ربما، كان غريبا بعض الشيء لأني اعتدت على اعتبار نفسي من الأشخاص الذين لا يحق لهم التمتع بالطعام بشكل عادي مثل باقي الناس، بل دائما يجب أن أكون في حالة حرمان واحتساب الوحدات الحرارية والابتعاد عن الحلويات والنشويات والخ…

بعد قراري هذا سمعت عن الكثير من الأخصائيين الذين ينادون بفكرة “التخلي” عن فكرة الدايت والحرمان وتناول الطعام دون شعور بالذنب مهما كان وزننا أو كيفما كان شكل أجسادنا، لأنه بهذه الطريقة، سنعيد العلاقة الوثيقة بين العقل والجسد والمشاعر، والسماع للجسم متى عليه أن يأكل والثقة التامة به، وهذا ما بدأت بتطبيقه حقا.

لم تكن الرحلة سهلة في البداية، وربما إلى الآن، خسرت 4 كيلوغرامات في مدة شهر ونصف رغم أنني خلال هذه الفترة تناولت الحلوى، والبيتزا، والشوكولاتة.. وكسبت شيئين معا، فقدت الوزن ولم أشعر بالحرمان للحظة.