على الرغم من أن فصل الشتاء يعتبر المفضل لدى الكثيرين الذين يعشقون رائحة المطر و نسماته الباردة، إلا أن هناك أيضا من يخافون هذا الفصل بسبب مرض الأطفال الصغار المتكرر والشعور بالبرد الشديد والمعاناة من  لسعة البرد أو كما يطلق عليه البعض اسم “عضة الصقيع”، والذي يعتبر من أهم الأمراض التي تصيب أطراف الانسان في خلال فصل الشتاء والتي نتعرف عليها اليوم بالتفصيل من خلال مقالنا التالي و نتعرف أيضا على كيفية التعامل معها و علاجها منزليا قبل أن تتخذ قرار الذهاب الى الطبيب لتلقي العلاج ، خاصة و أن الشتاء هذا العام يتميز بانحفاض شديد في درجات الحرارة لم يسبق لنا التعرض لها من قبل بسبب تعرض البلاد لمنخفضات جوية باردة من قارة أوروبا و هي ما ينتج عنها هبوب الرياح و العواصف و سقوط الأمطار بشكل دوري فتتسبب في انخفاض مفاجئ في درجة حرارة الجسم .

طريقة علاج لسعة البرد و التخلص من تورم الأصابع منزليا

خلق الله سبحانه و تعالى جسم الانسان له القدرة في أن يحافظ على درجة حرارته فيما بين 37.5 درجة و36.6 درجة، وذلك عن طريق منطقة في الدماغ تسمى (الهيبوثالاموس)، وفي حالة تعرض جسم الانسان الى البرد، فانه يعمل على توليد الحرارة من خلال انقباض الأوعية الدموية وانبساط العضلات بشكل متكرر و هو ما يسمى “رعشة البرد”، وهو ما يساعد الدم على الذهاب للأعضاء الحيوية الهامة في الجسم، و منها على سبيل المثال : القلب، الرئة، الكبد، الكليتين، والدماغ، ولكن في حالة استمرار انخفاض درجة الحرارة ، فإن هناك مناطق من الجسم يحدث لها الأذى ومنها على سبيل المثال:  ذروة الأنف، أطراف الأصابع ، شحمة الأذن.

متى تحدث عضة الصقيع أو لسعة البرد ؟

كما سبق و أشرنا الى أن عضة الصقيع (Frostnip)، عبارة عن أذية تحدث لكلا من الجلد والأنسجة الرخوة التي تليه مباشرة بسبب تعرض الجسم الى انخفاض شديد في درجات الحرارة تتراوح فيما بين -4 و-2 درجة مئوية ، وقد صرح أحد أطباء غرفة الطوارئ، عن أن لسعة البرد يمكن أن تحدث في أقل من 10 دقائق في حالة التعرض إلى درجات حرارة منخفضة.

من هم الأكثر تعرض للإصابة بعضة الصقيع ؟

يعتبر الأطفال و كبار السن هم الأكثر عرضة للتعرض بالإصابة بلسعة البرد ، بالإضافة الى من يعاني من مرض السكري أو مرض تصلب الشرايين أو تشنج الأوعية الدموية ولهذا ينصح الأطباء دائما بضرورة الحرص على ارتداء الملابس الشتوية المناسبة للوقاية من الجو البارد، وارتداء القفازات والجوارب الشتوية الثقيلة.

كما يجب أيضا تغطية و تدفئة أكبر مساحة من الجلد، وطالب الأطباء جميع الأعمار بشكل عام أن يقوموا بمراقبة بشرتهم بشكل دوري، حتى لا تتعرض لانخفاض الحرارة، وضرورة ملاحظة ظهور أي أعراض ، مثل : بشرة دافئة أو بشرة حمراء مع الشعور بكلا من : الوخز أو الالتهاب و الحرقان أو حدوث تورم.

ما هي أول علامات الإصابة بلسعة البرد ؟

تعتبر أول العلامات التي تدل على بدء الإصابة بلسعة البرد، هي احمرار الجلد أو أن يكون هناك شعور بالألم ، بالإضافة الى الإحساس بأن البشرة صلبة، و هنا ننصح بضرورة سرعة التوجه الى المنزل أو الى أي مكان دافئ للحصول الى الدفء المطلوب للجسم، أما في حالة تلون الجسم أو ظهور بثور على الجلد فيجب الإسراع مباشرة إلى غرفة الطوارئ في أي مستشفى من أجل الحصول على الرعاية و العلاج اللازم .

كيف يتم علاج المصاب بلسعة البرد أو عضة الصقيع في المنزل ؟

عند البدء في علاج شخص يعاني من عضة الصقيع، يجب القيام بالخطوات التالية :

• تغطية الشخص المصاب ببطانية دافئة.
• يجب وضع المنطقة المصابة في المياه الدافئة و ليست الساخنة .
• عدم فرك أو تدليك المنطقة المصابة اطلاقا ، حيث يتسبب ذلك في حدوث ضرر للأنسجة .
• عدم اللجوء للتدفئة باستخدام  النار أو قربة التسخين أو البطانية الكهربائية ، حتى لا يحدث أي حرق للأنسجة، خاصة و أنها قد فقدت الإحساس من قبل .
• بعد إذابة حالة تجمد الأنسجة في المناطق المصابة،  ننصح بتنظيف تلك الأماكن برفق شديد وتجفيفهم ثم تغطيتهم جيدا .
• يفضل إعطاء الشخص المصاب أي مسكن ، ثم ينقل بعدها إلى المستشفى .

هل هناك طعام ينصح بتقديمه الى الشخص المصاب ؟

نعم هناك طعام و شراب مناسب لكي يتم تقديمه للشخص في هذه الحالة ، ومن المشروبات ننصح بتقديم اليانسون الدافئ و يفضل الابتعاد عن الشاي و القهوة و الكحوليات ، أما الطعام فيفضل تقديم الشوربة بدون لحوم أو دجاج و لا يتم إضافة الليمون لها، أو يفضل تقديم شوربة العدس الدافئة

كيف يمكن تجنب الإصابة بلسعة البرد ؟

يمكن تجنب الإصابة بلسعة البرد عن طريق الالتزام بالخطوات التالية ، وهي :

• تجنب التواجد طويلا في الجو البارد.
• الابتعاد عن ملامسة أي سطوح معدنية أثناء التواجد في البرد.
• ضرورة ارتداء ملابس مناسبة للجو البارد، والالتزام بتغطية الرأس والرقبة مع ارتداء

القفازات الثقيلة والجوارب الصوفية، و في حالة أصابها بلل يتم تغييرها فورا.

• الحرص على الحركة بشكل مستمر من أجل إبقاء الدورة الدموية متحركة.
• في حال التعرض للمزيد من انخفاض درجة الحرارة والشعور بالرجفة وحدوث تقطع في

الكلام ،يجب العمل على تدفئة الجسم سريعا.

• ينصح بتناول طعام يمد الجسم بالطاقة، مثل : المكسرات والزبيب والفواكه المجففة

لأنها مصدر سريع للطاقة ، مع تناول الماء الدافئ والذي يساعد على منع الجسم من الإصابة بالجفاف.

• وأخيرا يجب تجنب كلا من : التدخين والكحول، خاصة و أن الكثيرين يعتقدون بالخطأ

أن تناول الكحول يساعد على تدفئة جسم الانسان، والحقيقة مختلفة لكونه يفقد الدم

قدرته في الاحتفاظ بالحرارة.