ملَكة البقرة : من الاجترار العقلي إلى الاحتباس الفكري

ملَكة البقرة : من الاجترار العقلي إلى الاحتباس الفكري

ملكة البقرة هي ملكة يتقنها الكثير من الناس، رغبة منهم في الخلود إلى الراحة الذهنية، والسبات العقلي، والتقليد الأعمى لكل صغيرة وكبيرة دون نقد ولا تمحيص، إنها ملَكة الاجترار، نعم اجترار كل ما يفعله الآخرون، والسير مع القطيع، دون تفكير في العواقب، ولا تدبر في الأشياء المجترة.

ملَكة البقرة… قاتلة ملِك الإبداع

 إن الشخص الذي يتعود على اجترار أقوال الآخرين وأفعالهم وتصرفاتهم وأفكارهم يعمل بطريقة غير مباشرة على قتل ملِك الإبداع المتمثل في العقل، فالاجترار يؤدي إلى وضع الأقفال على العقول، وعدم تشغيلها، وبالتالي إصابتها بالعجز والوهن، فالعضو الذي لا يعمل يضمحل، فكذلك العقل الذي لا يعمل يضمحل ويتعطل، وهذا ما يؤثر سلبا على ملِك الإبداع، فيصبح الشخص مجترا لا مبدعا، لان ملِك الإبداع قد تم اغتياله من طرف ملَكة البقرة.

ملَكة البقرة… وسياسة القطيع

إن الاجترار ووضع الأقفال على العقول سياسة ترمي إلى تحويل الأشخاص إلى قطيع من المجترات بأتم معنى الكلمة، وبهذا تسهل قيادتهم، والتأثير عليهم، وتوجيههم وفق الأهداف المخطط لها، فتصبح هذه المجترات في خدمة الأعداء، تسير وفق استراتيجياتهم، وتحقق أهدافهم من حيث لا تدري، كما أن هذه المجترات تضر نفسها قبل أن تضر الآخرين، لأنها عطلت أكبر نعمة من بها الله عليها (العقل)، فماذا تنتظر من شخص يرى البقرة قدوة له في حياته؟ وماذا تنتظر من مجتر أقرب للحيوان منه إلى الإنسان؟

إن التقليد الأعمى يؤدي إلى تدمير العقل، حيث توصل علماء الاجتماع بعد تتتبع طويل إلى قاعدة كلية مفادها أن: “قوة درجة روح التقليد تتناسب عكسا مع قوة العقل” أي أنه كلما ازدادت درجة التقليد نقصت قوة العقل، لأن هذا الأخير لا يعمل، والعضو الذي لا يعمل يضمحل كما هو معروف في العلوم التجريبية.

ونافلة القول هي رسالة نوجهها إلى كل من عطل عقله، ووقع في التقليد الأعمى، احذر أخي من هذه السياسة، فهي ترمي إلى إقالة العقل وتعطيله تماما كما تفعل به المخدرات والمسكرات، وما التقليد الأعمى إلا مخدر في ثوب جديد للتأثير على عقول البشر، وتسهيل قيادتهم، فهل ترضى أن تكون أنت والحيوان في ميزان واحد؟ !

وسوم:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *