الأهرامات…. هل حقاً كانت صوامع لتخزين القمح ؟ أم مجرد مقابر ؟

الأهرامات…. هل حقاً كانت صوامع لتخزين القمح ؟ أم مجرد مقابر ؟

الأهرامات و سر بنائها : جولة سريعة في أشهر النظريات حول سبب بناء الأهرامات ، تاريخ حضارة قدماء المصريين هو الكنز الذي ما زال المصريون يفتخرون به إلى وقتنا هذا ليس فقط لقدم تلك الحضارة التي مر عليها أكثر من 7000 عام , و لكن أيضاً لعظمة تلك الحضارة و إعجازها الذي استعصى على البشر فك رموزه قرون عديدة و ما زال البحث  مستمر لكشف المزيد من الأسرار عن تلك الحضارة العظيمة..ولعل أكبر شاهد على تلك الحضارة هي أهرامات الجيزة الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل و التي أثير حول سبب بناءها الكثير من النظريات و التلى نسعى من خلال هذا الموضوع مناقشة أشهرها.

“التاريخ هو تراث الأمة وكنزها. وهو مقياس عظمتها في بابي الحضارة والثقافة. وهو ديوانها الذي تحتفظ فيه بذاكرتها. وهو مغترف العبر والعظات لأحداثها. وهو بيانٌ لسيرة عظمائها. وهو ماضيها الذي تستند إليه لحاضر أفضل ومستقبل أجلّ. وهو دراسة أحوال الماضين من الأمم والشعوب الأخرى. وهو وعاء الخبرة البشرية. ”  محمد موسى الشريف

أهرامات الجيزة

بنيت الأهرامات لتكون صوامع لتخزين الحبوب

تستند هذه النظرية الى الربط بين قصة النبي يوسف  بن يعقوب و انقاذه مصر من مجاعة السنوات السبع بتخزينه للحبوب في صوامع لاستخدامها في فترة المجاعة.  و قد سلط الضوء على هذة النظرية مؤخراً بعد انتشار مقطع فيديو للمرشح الجمهوري السابق و أحد اشهر جراحي الاعصاب بن كارسون يزعم فيه أن الأهرامات كانت صوامع استخدمها يوسف لتخزين القمح .

و يدعم هذة النظرية وجود تصور من العصور الوسطى في كاتدرائية القديس مارك في البندقية يوضح استخدام الناس لأهرامات الجيزة كصوامع للحبوب و هذا ما جاء على لسان عالم المصريات بجامعة ييل جون درانيل, و كذلك أشار كتاب جون ماندفيل، وهو مذكرة رحلات حظت بشعبية كبيرة في القرن الرابع عشر، إلى “صوامع يوسف، التي صنعها لتخزين القمح تحسبا للأوقات الصعبة ”

و قد تبدو هبذة النظرية غير منظقية حيث أن بحسابات تاريخية بسيطة نجد أن ألأهرامات قد بنيت قبل زمن النبي يوسف بقرون , و كذلك لا يبدوا منطقياً اهدار هذه الطاقة الضخمة لبناء هذه المباني العملاقة لتخزين الحبوب في حين أنهم في أمس الحاجه الى كل هذة الموارد اللازمة للبناء , كذلك استغرقت فترة البناء زمنياً مدة أطول من فترة المجاعة ! و كذلك هندسياً فهي لا تصلح لتحزين الحبوب .

الأهرامات أدوات أستطلاع فلكية

اشتهر الفراعنة بالاهتمام بعلم الفلك و مراقبة النجوم و ذلك بسبب صفاء الجو معظم أيام السنة حيث رصدوا النجوم و كان لهم تصورات لبعض المجموعات النجمية مثل مجموعة Big dipper   و يعد اشهر تلك الانجازات الفلكية هو تعامد أشعة الشمس على على وجة تمثال رمسيس الثاني مرتين كل عام .

ورد في إحدى برديات السحر فى عصر الأهرام التى تصف معجزات الهرم الأكبر، ورد ذكر (انشطار الهرم الأكبر) الذى تنشطر واجهته إلى شطرين فى ليلة معينة من ليالي الربيع ويعبر عنها بـ (ليلة القدر) وهى الليلة التى خلق فيها الإله الأعظم الأرض-على حسب اعتقادهم- .

و يعتقد البعض أن الأهرامات قد بينيت بهندسة غاية في الدقة حيث أن زاوية و موقع الأهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماماً مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجرة مما يدل أن نهر النيل هو انعكاس لنهر المجرة.

الأهرامات هي مقابر لدفن الفراعنة

من المعروف أن الفراعنة كانوا يعتقدون بوجود حياة أخرى بعد الموت و لذلك عمدوا الى تصميم مقابر مجهزة لتلائم المعيشة بعد البعث ﱠ و لعل أقوى الشواهد على ذلك أن عديد من الأهرامات كانت تحوي نواويس حجرية أو توابيت . و بحلول القرن التاسع عشر تم تحديد أن بعض النقوش الهيروغليفيه على النواويس- أو بالقرب منها- تمثل تعاويذ سحرية لمساعدة الفراعنة على المرور من عالم الى العالم الذي يليه.

و قد كان ينقص نظرية المقابر هو وجود دليل قاطع و هو العثور على جثة داخل أحد تلك الاهرامات ( التي يزيد عددها عن ثمانين هرماً في محافظات عديدة على طول وادي النيل )و هو ما فشل الباحثون فيه مراراً و تكراراً  و كانت احدى تلك المحاولات عام 1951 حين اكتشف عالم المصريات المصري زكريا غنيم هرماً لم يتجاوز مرحلة الأساس مغطى بالرمال في سقارة و قد اعتقد غنيم في البداية أن هذا الهرم لا يحمل كثيراً من الأهمية و غير مرشح لوجود رفات أحد الفراعنة بداخله و لكن بعد البحث عثر على حجرة الدفن يسبقها ثلاث جدران حجرية و وجد بداخلها تابوت ذهبيبعد ذلك قرر غنيم فتح التابوت أمام مجموعة من الباحثين و المراسلين الصحفيين و لكن للأسف وجد التابوت خاوياً !.

وعدم العثور على جثة بداخل الاهرامات هو ما فتح الباب أمام التكهن بالعديد من النظريات الاخرىو لكن يرجح البعض عدم العثور على على الجثث لأنها ربما قد تم نهبها من قبل لصوص المقابر  , و تظل هذه النظرية هي ارجح النظريات المذكورة.

محمد زكريا غنيم (1905 – 1959) عالم مصريات مصري

و ختاماً فبالرغم من أن سبب بناء الأهرامات تدور حولة العديد من النظريات كالتي تم ذكرها مسبقاً و غيرها كبنائها لتكون رمزاً للحضارة الفرعونية أو كونها اضرحة تذكارية الا انها كانت و ما زالت احدى عجائب الدنيا التي يقف أمامها التاريخ لتشهد على وجود حضارة هي أعظم و أقدم حضارات الدنيا.

وسوم:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *