ليلة الإسراء والمعراج حكم الصوم فيها والأدعية المستحبة بتلك الليلة المباركة

ليلة الإسراء والمعراج، هي منحة الآهية ومعجزة من الله عز وجل لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم التي لا يكاد يستوعبها عقل ولكنها قدرة الله التي ليس لها مثيل فهو وحده القادر على كل شيء وأنه وحده القادر على فعل المعجزات العظيمة التي تبين لنا قدرة الخالق سبحانه وتعالى ونحن كمسلمين نؤمن ونصدق بتلك المعجزة الكبيرة التي حدثت مع رسول الله ونعتبرها مناسبة عظيمة وذكري عطرة ومباركة نتقرب فيها إلى الله بالدعاء والصوم والعبادة ونرجو من الله ما نتمنى ولما لا وتلك هي الليلة التي قضي الله عز وجل على أحزان الحبيب المصطفي وتبدأ تلك الليلة المباركة من مغرب اليوم وتستمر حتي فجر غداً الإثنين الموافق 28/2/2022 لذلك علينا اغتنام تلك الليلة في التقرب إلى الله عز وجل.

رحلة الإسراء والمعراج مع الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم

قال عز وجل في سورة الإسراء بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وحدثت تلك المعجزة العظيمة في زمن قدره ليلة واحدة بدأت مع رسول الله بعد صلاة العشاء وانتهت قبل صلاة الفجر وبدأت عندما ذهب جبريل عليه السلام إلى نبي الله محمد وسار به من مكة المكرمة إلى الكعبة الشريفة وهناك قام جبريل عليه السلام بشق صدر الرسول وقام بإخراج قلبه ثم غسل قلبه بماء زمزم ثم ملأه بالإيمان والحق ثم أعاده في مكانه وبعدها صعد الاثنان وركب معاً دابة البراق وبها وصلوا إلى المسجد الأقصى بفلسطين وعندما وصل رسول الله إلى هناك رأي جميع الأنبياء والمرسلين بعد أن أحياهم الله عز وجل وقد ذكر رسول الله عدد الأنبياء والرسل في حديث أبي ذر،  عن أبي ذر قال : قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟ قَالَ: ( مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا)، قُلْتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ : (ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا)، قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ ؟ قَالَ : (آدَمُ …. )رواه ابن حبان في صحيحه، وبعد ذلك دخل رسول الله مع جبريل إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلاة وأخبر جبريل عليه السلام رسول الله أن يكون إماماً للصلاة وكان هذا دليلاً واضحاً على مدي منزلة رسول الله وبعد الانتهاء من الصلاة آتي جبريل عليه السلام بالمعراج الذي لا يعلم شكله إلا الله عز وجل وركب رسول الله وجبريل المعراج ومنه إلا السماء الدنيا في لحظات قليلة وعندما وصل رسول الله إلى السماء الدنيا ورأي فيها آدم عليه السلام كما رأي حال بعض الناس أكلي أموال اليتامى ومن أكلوا الربا ومن قام بالزنا كما رأي فيها حال الذين كانوا يغتابون الناس، ثم صعد رسول الله إلى السماء الثانية حيث رأي هناك عيسى بن مريم وأبناء يحي بن زكريا، وفي السماء الثالثة رأي رسول الله سيدنا يوسف عليه السلام، أما في السماء الرابعة فرأي إدريس عليه السلام، وعندما صعد رسول الله إلى السماء الخامسة رأي هود عليه السلام، وفي السماء السادسة فقد رأي الحبيب المصطفي نبي الله موسي عليه السلام، وفي السماء السابعة رأي سيدنا إبراهيم عليه السلام وقد تحدث مع رسول الله كم ذكر بالحديث الشريف روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ” وبعدها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة ورأي فيها ما رأي ثم أخبره جبريل عليه السلام أن يصعد إلى مكان عظيم لم يصل إليه أحد فلما صعد رسول الله إلى هذا الموضع العظيم المبارك كلمه ربه وهنا فرض الله عز وجل على رسوله وعلى أمته الصلوات الخمس.

حكم الصيام والأدعية المستحبة بتلك الليلة المباركة

صيام هذا اليوم العظيم ليس فرض أو سن ولكنه مستحب وله الكثير من الأجر والثواب حيث لم يرد في القرآن الكريم أمراً بالصوم كما لم يوجد حديث صريح يفيد عن صيام هذا اليوم فمثلاً هناك حديث يبين لنا فضل صيام يوم عرفة أو الأحاديث التي تبين فضل صيام غيرها من الليالي لكن ليس هناك ما ذكر عن رسول الله يؤكد صيامه تلك الليلة ولكن على من يرغب في الصيام ولديه القدرة فليصمه وله أجر عظيم عند الله ونحن نعلم ثواب صوم يوم في سبيل الله وهو أن يبعد الله وجه كل صائم عن النار مقدار سبعين خريفاً كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله ونحن في شهر رجب وهو شهر مستحب فيه الصيام لما ذكر عن رسول الله كما يجب على المسلم اغتنام تلك الفرصة بالعبادات الصلاة والصدقة وكثرة الاستغفار وذكر الله عز وجل والدعاء ومن الأدعية المستحبة جاءت كالتالي:

  • اللهم اجعل لنا في هذه الليلة المباركة نصيباً من رحمتك وعفوك ورضاك.
  • اللهم اجبر خاطرنا في هذه الليلة المباركة كما جبرت قلب عبدك ونبيك محمد صلي الله عليه وسلم.
  • اللهم اجعل هذه الليلة المباركة نهاية لكل أوجاعنا وفرج فيها كروبنا.
  • اللهم في هذه الليلة المباركة اغسل فيها أحزاننا كما غسلت فيها أحزان عبدك ونبيك محمد صلي الله عليه وسلم.
  • اللهم ارزقنا فيه سترك وعفوك ورضاك واستجب فيها دعائنا وحقق لنا رجائنا يا أكرم الأكرمين يا الله.
  • اللهم كما جعلتها ليلة سرور وطمأنينة على نبيك أرزقنا فيها السرور والفرح واجعلها نهاية لكل حزن وغم وضيق.
  • اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا واستجب دعائنا يارب العالمين اللهم اجعلنا في عنايتك لا يضرنا بشر ولا يبكينا قدر.
  • اللهم أغفر لي ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم أغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيأتنا وتوفنا مع الأبرار.
  • اللهم نقنا من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم ما بدل حالنا إلى أفضل حال وارزقنا رضاك والجنة يا أرحم الراحمين.
  • اللهم لا تجعل لنا في هذه الليلة المباركة ذنباً إلا غفرته ولا عيباً إلا سترته ولا مريضاً إلا شفيته ولا رزقاً إلا بسطته ولا مهموماً إلا فرجته برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اشرح صدورنا بذكرك.