يعد دعاء الشفاء للمريض من أهم حقوق المسلم على أخيه المسلم، فمن الضروري زيارة المريض والدعاء له بالشفاء العاجل، كما يجب مواساته وتذكرته بفضل الله وكرمه وجزاء الصابرين على الابتلاءات، حيث أن المرض ابتلاء ومقابلته بالرضا والحمد له جزاء عظيم من الله عز وجل في الدنيا والآخرة.

أجر الصابر على المرض

• يجازي الله سبحانه وتعالى عباده من الصابرين على المرض والابتلاء جزاء عظيم.
• وذلك استشهادًا بالأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
• قال الرسول: “إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغهَا بعملهِ ابتلاهُ اللهٌ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى”.
• كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرِّضَى، ومن سخِط فله السُّخطُ”.
• كما أن النبي يبشر الصابرين على المرض، حيث قال: “يَودُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ، حين يُعطى أهلُ البلاءِ الثوابَ، لو أنّ جلودَهم كانت قُرِضَتْ بالمقاريضِ”.
• هناك أحاديث أخرى توضح جزاء الصابرين على الأمراض، مثل: “إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا”.
• وقال أيضًا: “ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ”.

فضل الدعاء وآدابه

الاستمرار على الدعاء والإلحاح في تذلل وخشوع لله عز وجل له فضل عظيم، يتمثل في التالي:

• الدعاء يغير القدر ويرد القضاء، يجب على العبد المسلم الذي يملك في قلبه إيمان قوي أن يدعو الله بكل ما يتمناه ويطمع في كرم الله الذي ليس له حدود.
• كما أن الدعاء يُقرب العبد من الله سبحانه وتعالى، ويجعله يشعر دائمًا أنه في معية الله.
• الدعاء أيضًا يمنح الشعور بالراحة والطمأنينة والسلام النفسي.
• ولا ننسى أن الدعاء امتثال لأوامر الله تعالى، وطاعة له ومن أفضل العبادات التي يحبها الله.
• وذلك استشهادًا بقوله تعالى في كتابه العزيز في سورة غافر: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.
• من أهم آداب الدعاء الإخلاص في الدعاء واستحضار القلب والنية الصادقة.
• التوجه إلى الله بيقين وثقة في قدرته.
• الإلحاح في الدعاء وعدم التوقف عنه بسبب الملل أو الكلل من عدم الاستجابة.
• يجب أن يكون المسلم على يقين أن الله سيستجيب له في الوقت الذي يرى فيه الخير.
• الدعاء بالخير للنفس والغير، وعدم تمني الشر للآخرين أو زوال النعم عنهم.
• الابتعاد عن المعاصي والإكثار من الطاعات والعبادات التي تقرب العبد من الله عز وجل.

أوقات استجابة الدعاء

هناك أوقات مستحب فيها الدعاء، حيث أنها أوقات استجابة، وهي كما يلي:

• في شهر رمضان المبارك، وخاصة في ليلة القدر.
• عند السجود أثناء أداء صلوات الفروض الخمسة.
• أثناء هطول الغيث.
• في الثلث الأخير من الليل، لذلك من الضروري أن يواظب المسلم على صلاة قيام الليل ويسأل الله من فضله ورزقه وستره.
• كما أن الدعاء مستجاب بعد أداء الصلوات المفروضة.
• وفي الوقت ما بين الأذان للصلاة والأقامة.
• وقت الخطبة في صلاة الجمعة المباركة.
• كما أن الدعاء مستجاب وقت الوقوف على جبل عرفة.
• يستطيع المسلم أن يدعو بما يتمنى أثناء الشرب من ماء زمزم.
• هناك أحوال أخرى يستجاب فيها الدعاء، منها أثناء السفر، في وقت المحن والشدائد، بعد الانتهاء من الوضوء.
• دعاء الغائب مستجاب، لذلك يجب أن يدعو المسلم لأخيه المسلم بكل الخير.

دعاء الشفاء للمريض

هناك أدعية من الكتاب والسنة للمريض بالشفاء العاجل، من أمثلتها ما يلي:

دعاء الشفاء للمريض من السنة النبوية

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ سبْعَ مرَّاتٍ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ).
• أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.
• بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ.
• لا بَأْسَ، طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ.
• اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري.

دعاء الشفاء للمريض من القرآن الكريم

• قوله تعالى: “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
• كما قال تعالى: “وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ”.
• قوله تعالى: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”.
• قوله تعالى: “قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ”.
• كما قال عز وجل في كتابه العزيز: “وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ”.
• قوله تعالى: “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”.

أفضل دعاء الشفاء للمريض مكتوب

من أجمل الهدايا التي يمكن تقديمها للمريض هو الدعاء له سواء عند زيارته أو في غيبته، ومن أفضل الأدعية للمريض ما يلي:

• اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية.
• اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ عليه بالشفاء العاجل، وألّا تدع فيه جرحاً إلّا داويته.
• يا رب لا تدع فيه ألماً إلا سكنته، ولا مرضاً إلا شفيته، وألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل، وشافِه وعافِه واعف عنه، واشمله بعطفك ومغفرتك، وتولّه برحمتك يا أرحم الراحمين.
• إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين.
• اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
• أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك. ربّ إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين.

مجموعة من أدعية الشفاء

• أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكِ وسائر مرضى المسلمين.
• اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقماً أبداً، اللهمّ خذ بيده.
• يا رب احرسه بعينيك التّي لا تنام، واكفه بركنك الّذي لا يرام، واحفظه بعزّك الّذي لا يُضام، واكلأه في الّليل وفي النّهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب، يا مُجيب دعوة المُضطرين.
• اللهمّ ألبسه ثوب الصحّة والعافية عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ آمين.
• بسم الله أرقيك من وساوس الصّدر وشتات الأمر، من الأمراض والأوهام، ومن نزغات الشّيطان ومن الأسقام، ومن الكوابيس ومن مزعجات الأحلام.
• أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه.
• اللهمّ إنّا نسألك بكلّ اسمٍ لك أن تشفيه.
• يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة، وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم.