الأضحية والعقيقة ومشروعية الجمع بينهما من عدمه

الأضحية والعقيقة ومشروعية الجمع بينهما من عدمه

الأضحية والعقيقة هما شعيرتين من شعائر الإسلام، لكن الأضحية هي ما يتم ذبحه تقربا إلى الله تعالى في أيام النحر (عيد الأضحى)، وبشروط وأحكام مخصوصة، ولقد تم تشريع الأضحية في السنة الثانية من الهجرة، بينما العقيقة هي ما يتم ذبحه عن المولود بعد ولادته، وهنا قد يتساءل الكثير من الناس عن مشروعية الجمع بين الاثنين في وقت واحد وبنية واحدة أم لا؟، وهذا ما سنسعى جاهدين في التركيز عليه هنا في هذا الموضوع، مع ذكر أيضا بعض المعلومات المفيدة حول الأضحية والعقيقة كل على حده.

حكم الأضحية والعقيقة في الإسلام

وقبل أن نسبر غور موضوعنا عن مشروعية الجمع بين الأضحية والعقيقة من عدمه نتناول حكم كل من.

أولاً: حكم الأضحية

في حقيقة الأمر فإن آراء أهل السنة والجماعة تنقسم حول حكم الأضحية إلى جزأين، وهما:

الرأي الأول: الأضحية سنة مؤكدة

وهذا رأي الجمهور من المالكية والشافعية والمذهب الحنبلي. وكان من الأدلة التي استدل بها هؤلاء العلماء من السنة النبوية بحديث أم المؤمنين “أم سلمة”، ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره). كما قاموا بالاستدلال بأفعال الصحابة أيضا مثل أبو بكر وعمر وابن عباس، والذين تركوها مخافة أن يظنها الناس من الواجبات.

الرأي الثاني: الأضحية واجبة

وقال بهذا الرأي الحنفية، وبعض الحنابلة. وقال به ابن تيمية أيضا، وأما عن الأدلة التي استدلوا بها على الوجوب هو قوله تعالى ( فصلي إلى ربك وانحر). حيث حملوه على الوجوب. والراجح هو رأي الجمهور.

ثانياً: حكم العقيقة

وأما العقيقة فهي سنة مؤكدة في الإسلام وهو ما عليه جمهور أهل العلم عند أهل السنة والجماعة. وتكون شكراً لله على المولود، سواء كان ذكراً أو أنثى. ويكافئ الغلام شاتان، وأما الأنثى فتكافئها شاة واحدة، ولك أن تتأمل عزيزي القارئ أنها كانت معروفة لدى العرب في الجاهلية.

مشروعية الجمع بين الأضحية والعقيقة من عدمه

وللإجابة عن هذه الإشكالية، وهل تجزئ واحدة منهما عن الأخرى؟، هناك في المسألة قولان. ونذكرهما لك عزيزي القارئ كما يلي.

القول الأول:

وهو قول الإمام أحمد وهو أيضا على مذهب السادة الأحناف. أن الأضحية تجزئ عن العقيقة، أي أنه هناك مشروعية في الجمع بينهما. كما أن هذا قول الأئمة (محمد بن سيرين، قتادة، الحسن البصري). رحمهم الله تعالى جميعاً، وحجتهم في ذلك أن كلامها مقصود منهما التقرب إلى الله تعالى فجاز بذلك الجمع بينهما.

القول الثاني

وهو ما ذهب إليه أصحاب المذهب الشافعي والمالكي، حيث ذهبوا إلى أنه لا يجوز الجمع بينهما، فهذه خاصة بوقت النحر وعيد الأضحى، والأخرى خاصة بالمولود فقط. حيث أن كلا منهما مقصود لذاته.

إلى هنا نكون قد أوضحنا مشروعية الجمع بين الأضحية والعقيقة من عدمه، كما تناولنا حكم كل منهما بالآراء المفصلة عند أهل السنة والجماعة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *