الجزء الثاني: بداية غزوة مؤتة واستشهاد الثلاث أمراء لجيش المسلمين

قد تناولنا في الجزء الأول من غزوة مؤتة سبب قيام الغزوة وبما وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين عن خوض المعركة والقتال, وفي هذا الجزء سوف نعرض عليكم أحداث غزوة مؤتة وما دار بها.

أحداث غزوة مؤتة وما دار بها

عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يذهب جيش المسلمين لملاقاة جيش الصليبيين أمرهم رسول الله أن ينزلوا في المكان الذي استشهد فيه الصحابي الجليل الحارث بن عمير, ثم يقومون بعرض الإسلام علي أهل هذا المكان فإن وافقوا فقد وفروا الدماء وسلموا وإن رفضوا فسوف يقوم جيش المسلمين بقتالهم. فانطلق جيش المسلمين بقيادة زيد بن حارثة وعندما وصلوا إلي ارض الميعاد وصلهم الأخبار بأن هرقل قائد جيش الصليبيين قد جمع جيش تعداده ما يقرب من مائة ألف مقاتل وذلك بجانب جيش من مشركين الذين كانوا بجوارهم وكان تعدادهم ما يقرب أيضاً من مائة ألف مقاتل أي إجمالي عددهم مائتين مقاتل, وكان تعداد جيش المسلمين في هذه المعركة يصل إلي ثلاثمائة مقاتل فقط.

لذلك أخذ المسلمين يتشاورون فيما بينهم ماذا يفعلون مع هذا العدد حيث رأوا أن المقاتلة في هذا الوضع مع تعداد الجيشين والأسلحة والمعدات ما هو إلي ضرب من الخيال وان الهزيمة شئ محقق, وذهب رأي البعض الآخر بان يرسلون إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلعوه بالأمر وهو أيما يرجعون أو ماذا يفعلون, حتي أتي الرأي الذي حسم الجدال وهو رأي الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة حيث قال يا قوم، والله إنَّ التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون؛ الشهادة، وما نقاتلُ الناس بعددٍ ولا قوةٍ ولا كثرةٍ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلِقوا فإنَّما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة, وهذا الرأي الذي شجع المسلمين بأن يهموا بالقتال ورجع إليهم العزيمة مرة آخري لأخذ بثأر الحارث ونشر الإسلام.

بعد ذلك التقي الجيش في ارض المعركة وكان قتالاً شديداً حتي أدت أن استشهد زيد بن حارثة مما جعل سيدنا جعفر رضي الله عنه بأن يحمل راية المسلمين وبدأ القتال حتي قطعت يده اليمني فحمل الراية بيده اليسرى فقطعت أيضاً ثم حملها بين أعضائه حتي استشهد, ليأخذ الراية من بعده عبد الله بن رواحة وأخذ يقاتل بها أيضاً حتي استشهد هو الآخر, وبذلك فقد استشهد الثلاث أمراء الذين كان رسول الله قد قام بتعينهم, في الجزء الأخير سوف نتعرف علي ما حمل الراية بعدهم وقاد جيش المسلمين وماذا حدث في النهاية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *