قصة طالوت وجالوت وظهور النبي داود عليه السلام

حيث كانت أحداث طالوت وجالوت في فترة انقطاع نسل الأنبياء من بني إسرائيل وذلك بسبب قتلهم للأنبياء وانحرافهم وطغيانهم, حيث ابدلهم الله بدل حكم الأنبياء بحكم الملوك, حيث بعد طغيانهم في الأرض وقلتهم الأنبياء سلط الله عليهم ملوكاً جبارين فذاقوا بني إسرائيل من الظلم والجور الكثير والكثير, حيث سفكوا دمائهم.

كما ظهر أعداء لهم اشد بطشاً وعدواناً, حيث قبل ضياع التابوت منهم والذي كان فيه ما ترك اَل موسي واَل هارون ما يعظم أمره وكانوا يهزمون هؤلاء الأعداء, وبسبب ضياع التابوت وقتلهم الأنبياء وطغيانهم في الأرض, حيث بعد ضياع التابوت هُزموا من أعداهم وبقوا متشتتين في الأرض كالغنم بلا راع وسلط الله عليهم أعداءهم وظلوا علي هذا الحال أربعمائة وستون عاماً, حتي بعث الله نبيه شمويل لهم.

بَعثُ النَّبيّ شمويل

  • ولما اشتد بهم الأمر من جبروت الأعداء عليهم سالوا الله أن يرسل اليهم نبياً يقاتلون معه, فلما حملت المرأة أملهم والذي كانوا يتمنوه, جعلوا المرأة حبيسة بيتها خشية أن تلد جارية فتبدلها بغلاماً, لما رأت من احتياج بني إسرائيل لولدها واستبشارهم بانه سوف يكون النبي المنتظر, لما وضعت المرأة الغلام أرسلته إلي بيت المقدس ليتعلم التوراة, حيث ذهب إلي كفالة شيخ من علماء بني إسرائيل ليتبناه.
  • حيث لما كبر الغلام حدث معه حادثة مهمة وهي {جاءهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ وهو نائمٌ إلى جوارِ شيخه، فناداهُ جبريلُ بِلحنِ الشيخ: يا شَمُوِيل، فَفَزِعَ الغُلامُ إلى شيخِهِ يَنظُرُ حاجَتهُ، فقال: دَعوتَني أبتاه؟ فَكَرِه الشَّيخُ أن يَقول لا؛ فيفزَعَ الغُلامُ، فأرجَعهُ لِيَنام، ثمَّ ناداهُ جبريلُ ثانيةً، فلبَّى الغلام: دَعوتَني أبتاه؟ فأرجَعهُ الشَّيخُ إلى نومِهِ، وقالَ: إن دعوتُكَ الثَّالثة فلا تُجِبْني، فَظَهر له جبريلُ في الثَّالثةِ، فقال: اذهب إلى قومِكَ فَبلِّغهم رِسالةَ ربِّك، فقد بَعثَكَ اللهُ فيهم نبيّاً، فلمَّا دعاهُم أعرَضوا، فَكذَّبوه، وقالوا: إنَّما استَعجلتَ النُّبوَّة}.
 قصة طالوت وجالوت وداود
قصة طالوت وجالوت وداود

ظهور طالوت وتنصيبه بالملك

  • طالب بني إسرائيل من نبيهم شمويل أن يجعل عليهم ملك يقاتلون معه, فارسل الله اليهم عصا يكون الملك بطولها, فيقاسوها فلم يبلغ أحداً طولها, وكان طالوت في هذا الوقت سقاءً يستقي الماء علي حماراً له, فضل الحمار عنه فأحذ يبحث عنه, حتي أتي بني إسرائيل فدعوه لكي يُقاس عليه العصا, فكان طوله مثل العصا, فاختاره شمويل لكي يكون ملكاً عليهم, فاعترض بني إسرائيل عليه وقالوا {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
  • حيث كانت إثبات ملكه أن يأتي التابوت لهم بدون قتال, وبالفعل جاء به الملائكة له بدون قتال, واتبعوه بني إسرائيل بعد ذلك.

انتصار طالوت علي جالوت وظهور سيدنا داود

  • خرج طالوت بالجنود لمقاتلة جالوت بجيش يضم حوالي ثمانين ألف جندي, فقد خرجوا معه كارهين, فأراد طالوت أن يختبرهم فقال لهم (نَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي), فشربوا معظم الجنود منه فخرجوا من الجيش وتبقي مع طالوت حوالي اربع الأف مقاتل, حتي إذا عبروا النهر قال جزء منهم (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ).
  • فلم يبقي معه سوي ثلاثمائة مقاتل وبعض العشرات منه, وكان فيهم أبو داود ومعه ثلاث عشر من أبناءة وكان اصغر أبناءه داود.
  • فدعي جالوت احد ليبارزه فخرج عليه داود فسخر منه فقذف داود (عليه السلام) حجارته بين عينين جالوت فسقط قتيلاً, ثم انتصروا علي جيش جالوت بأذن الله.
  • فنفذ طالوت عهده وزوج داود ابنته كمكافأة منه لداود وهذا مع وعد بيه طالوت لمن يقتل جالوت.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *