الأغنياء لا يرجحون كثيرا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حتي أن البعض لا يمتلك هواتف ذكية من الأساس , مخترع هاتف الايفون ستيف جوبز واحد من الذين اثروا كثيرا في حياتنا واصبح الايفون بحوذة الكثير من الناس وعند وفاته في عام 2011 كانت مواقع التواصل الاجتماعي منتشرة للغاية خاصة فيس بوك وتويتر إلا أن ستيف جوبز رغم ذلك لم يكن قد استخدم اي من مواقع التواصل الاجتماعي طوال حياته كما انه كان يمنع أطفاله من امتلاك هاتف حتي الرابعة عشر من عمرهم , ليس ستيف جوبز فقط بل أيضا مارك زوكربرج لا يستخدم الفيس بوك بالإضافة الي أن جاك دورسي احد مخترعي تويتر لا يستخدم تويتر هو الآخر , فيا تري هل هناك شئ يعرفونه لا نعلمه نحن ؟

في وقت قريب نشرت مقالة في صحيفة الجارديان البريطانية توضح انه ليس فقط هؤلاء الأشخاص الذين فضلوا البقاء بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي بل أن أصحاب الأعمال وأصحاب الثروات يفعلون ذلك حتي انهم يبذلون ما بوسعهم لإبعاد أطفالهم أيضا عن تلك المواقع ويختارون لأولادهم مدارس تمنع وجود الهواتف الذكية بها , نحن نعلم ان مارك زوكربرج لا يستخدم الفيس بوك وإنما يقوم بدوره 12 شخصا آخرين هم المختصين بنشر الأخبار عنه ومشاركة اي شئ يخص ذلك الأمر حتي أن هؤلاء الأشخاص وحساباتهم علي الفيس بوك ليست عادية فهم نادرا ما يقومون بمشاركة شئ كما انهم لا يضيفون أصدقاء .

وصرح احد مؤسسي الفيس بوك في احد المؤتمرات سابقا انه تم تصميم الفيس بوك كتطبيق يهدف الي استهلاك اكبر قدر من الوقت والاهتمام ومع كل إشعار بتعليق أو إعجاب بالمنشورات التي تمت مشاركتها يتحول الأمر الي إدمان , كما كان هناك تصريح آخر بعد مرور شهر من ذلك التصريح وكان من قبل مساعد رئيس الفيس بوك الذي صرح بانه لا يمتلك حسابا علي الفيس بوك كما انه لا يسمح لأطفاله بذلك أيضا !

الإدمان لا يقتصر علي المواد المخدرة فقط ولكن هناك ما يدعى بإدمان التكنولوجيا أيضا وهذا الإدمان لا يأتي فجأة إنما يأخذ وقته ويستمر طويلا , كذلك أيضا إدمان وسائل التواصل الاجتماعي اطلب منك الآن أن تسال نفسك كم مرة في اليوم تتناول هاتفك لتتفحص مواقع التواصل الاجتماعي , في الواقع ان معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام غير سعداء بحالتهم تلك ويريدون التقليل من قضاء الوقت في تلك المواقع والسيطرة علي الوضع قليلا .

متوسط استخدام الفرد لتطبيقات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وسناب شات هي 3 ساعات يوميا  في حين ان متوسط استخدام الهاتف يمثل اكثر من 2700 ضغطة أثناء تفحص مواقع التواصل لدرجة وصول الأمر الي قيام المستخدمين لتلك المواقع بجعل ذلك الأمر هو اقصي أولويات حياتهم وأول شئ يقوم به الشخص بعد الاستيقاظ من النوم هو تناول الهاتف وفحص البيانات والإشعارات بتلك المواقع , كما أن نشأة الأطفال علي تلك المواقع يؤثر تأثيرا سلبيا علي شخصيتهم وعلي نشأتهم بطريقة صحيحة بدنيا ونفسيا ويجعلهم محبوسين في شاشة صغيرة بعيدة كل البعد عن الواقع .ووفقا للإحصائيات في عام 2019  فان عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وصل الي 4.38 مليار مستخدم أي 76% من سكان العالم .

هناك الكثير من الشباب الذي يريد أن يصبح مشهورا ولتحقيق ذلك الأمر يتبع بعض الأساليب الغريبة مثل التصرف بتصرفات غير طبيعية أو ارتداء ملابس منافية لثقافة المجتمع المحيط به وتساعده مواقع التواصل الاجتماعي علي ذلك فهو المكان الذي سيعرض فيه نفسه من خلال الصور أو مقاطع الفيديو وذلك الأمر انتشر كثيرا في الأيام الحالية واصبح مخيفا للغاية وتلك الأشياء تجعل الشباب علي عكس تفكيرهم يشعرون بالوحدة ويقللون من الوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم كما انهم أيضا يبعدون عن عائلاتهم ويكسبون الوزن بسبب الفترات الطويلة التي يقضيها علي تلك المواقع بلا حركة بل الأكثر من ذلك أن وصل الأمر لتفضيل الأشخاص كتابة الرسائل عن التحدث حتي لو كانوا متجمعين في نفس المكان !