العقول المحمولة، أو حينما تحمل عقلك بين يديك

العقول المحمولة، أو حينما تحمل عقلك بين يديك

عقولنا محمولة بين ايدينا، العقل المهاب والمحترم والذي جعل الفلاسفة يحارون في تحديد كنهه، لأنه غير مرئي، صار اليوم مجسدا ويستبدل كلما ظهرت ماركة جديدة لعقل جديد.


ما هو العقل المحمول؟

العقل المحمول إنها آخر صيحات العلم المتوصل إليها، العقل الذي كان يرتبط بين مكمن الحس الدماغ، ومكمن العاطفة القلب، صار الآن متغيرا. قلبك وضعته افتراضا في الفايس أو تويتر أو الواتساب…هناك طرحت عواطفك كلها وهناك تفرغها، أما محيطك الواقعي فانت تتعامل معه بقلب جاف، قلب آلي وظيفته ضخ الدم فقط، لهذا تغيب قيمنا واقعيا، وتتزايد وتفيض افتراضيا.

عملية العقل صارت شبه-آلية، لم تعد انسية خالصة، فأنت لتفكر الآن يلزم لك هاتف محمول..لتعبر لي عن عواطفك اتجاهي يلزمك هاتف محمول، ضاعت قدرتك ولسانك لتتواصل معي شفهيا، وإن عبرت لن تستطيع التعبير لأن مكمن عاطفتك استودعته لدى عقلك المحمول..هناك في الفايس وما جاوره.

هذه المشاكل التي ترونها وقد زادت بالرغم من زيادة التعلم والتعليم، والتثقف والتثقيف، هي نتاج الآلة التي تقرب البعيد وتبعد القريب، لا الزوجان متفاهمان، لا الأبناء والآباء يتفاهمون، لا الأخوة..لا العلاقات المجتمعية باسرها، لقد غيرنا الطريق السيار بين القلب والدماغ الذي ينتج عقلا، غيرناه بطريق بديل فيه نحمل عقولنا بايدينا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *