تخيل أنك تذكر لون بطانيتك التي كنت ملفوفًا بها حينما كان عمرك أيام هذا ما حدث لمصابة بمتلازمة فرط الاستذكار

هناك أمراض تعطي أصحابها قدرات خارقة البعض منا ينظر لهم على أنهم مميزون بهذه الأمراض مثل مرض يُدعى متلازمة فرط الاستذكار صاحب هذا المرض لا ينسى ما حدث له طوال حياته، بل إن إحدى المصابات بهذا المرض تذكرت لون البطانية التي كانت ملفوفة بها حينما كان عمرها سبعة أيام، فهل هذا يُعد نعمة يُحسدون عليها أم أنه مرض ووبال عليهم؟

تخيل أنك لا تنسى لك ما حدث طوال حياتك، كل ما رأيته وسمعته وشعرت به يمر أمام عينيك وكأنك تراجع حياتك في شريط فيديو لم ينس أي شيء حدث لك، كل الذكريات المؤلمة التي عشتها والتجارب السيئة التي حدثت لك في حياتك يمكنك تذكرها بكامل تفاصيلها، ما رأيت وما سمعت وما أحسست به كل شيء، هل هذا يُعد ميزة لو كنت كذلك؟

من نعم الله على الإنسان أنه ينسى ما حدث له مع مرور الأيام، فعندما يمر أحدنا بمصيبة أو بلاء يكون الأمر في أوله صعبًا ونواجه مشكلة في التعايش مع الأمر لكن بمرور الأيام يصبح واقعًا نعتاده، نذكره أحيانًا لكنه يمر مرور الكرام، قد نشعر ببعض الحزن لكنه سينتهي بمجرد أن تغير تفكيرك أو تشغل نفسك بشيء آخر، وفي النهاية مشاعرك ليست كما كنت حينما أُصبت ببلاءك الأمر مجرد ذكرى.

لكن ماذا لو كان الأمر كأنك تعيش المصيبة كأنها حدثت الآن أو ترى حادثًا مأساويًا أمام عينيك وتشعر بكل الآلام والأحزان كأنك تراه لأول مرة؟ هذا ما يحدث للمصابين بمتلازمة فرط الاستذكار، لا ينسون أي شيء مطلقًا، هم دائموا التفكير يرون كل ما مرو به في حياتهم حتى وإن بلغ عمرهم أعوام كثيرة لكنهم يعيشون ما حدث لهم منذ صغرهم كل يوم، هذا يسبب لهم قلقًا كبيرًا وتوترًا مستمرًا.

لن تنسى خطأ ارتكبه أحد في حقك تعيشه كل يوم كأنه يحدث لأول مرة لو كنت مصابًا بمتلازمة فرط الاستذكار و لن يستطيع هؤلاء التعايش مع من آذوهم، كما أن تذكرهم الدقيق لكل الأمور التي مروا بها يزعج الآخرين منهم، هناك أشياء يحب المرء أن يخفيها أو ينساها الناس حوله ماذا لو كان معك شخص يذكر لك كل تفاصيل فعلتك التي تريد نسيانها؟ بالطبع ستهرب منه.

هؤلاء المساكين حقًا المصابون بمتلازمة فرط الاستذكار يعانون من الصداع نتيجة كثرة التفكير بالإصافة للقلق والشديد والتوتر، هذا يؤدي لانعزالهم عن الآخرين، ولله الحمد هذه المتلازمة نادرة الحدوث ولا يُصاب بها الكثيرين حول العالم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *