صلاة التراويح

صلاة التراويح

صلاة التراويح ، صلاة التراويح هي أحد الشعائر العظيمة التي يؤديها المسلمين في شهر رمضان، وهي صلاة تؤدى يوميًا بعد صلاة العشاء في شهر رمضان، وقد سميت بهذا الاسم وهو جمع ترويحة وترويحة تعنى الاستراحة أو الجلوس، لأن السلف كانوا يجلسون ليستريحوا بعد كل أربع ركعات، وهذه الترويحة يقضيها المصلى في التسبيح والذكر وقراءة القرآن ولم يسن فيها دعاء معين، وورد عن السلف أنه كان يتقدم أحد المصلين لإلقاء موعظة على المسلمين تعلمهم أمور دينهم وتذكرهم بالله، وهي صلاة ترقى بروحانيات المسلم المؤمن وتغيظ الشيطان وحزبه.

ما هو حكم صلاة التراويح؟

صلاة التراويح ليست فرضًا مثل باقي الصلوات الخمس ولكنها سنة مؤكدة للرجال والنساء حث عليها الرسول صلى الله علية وسلم وذكر فضلها فقال “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه”.

ويمتد وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر وأغلب المسلمون يصلونها جماعة بعد صلاة العشاء وعن السيدة عائشة رضى اله عنها ذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة التراويح مع جماعة المسلمين ثلاث أيام ثم غاب عنها في اليوم الرابع ولم يخرج، وعندما سأل أصحاب الرسول عن سبب ذلك، قال صلى الله عليه وسلم أنه خاف أن تفرض على المسلمين ويعجزوا عنها، ومنذ ذلك أصبح بعض المسلمون يجتمعون عليها ويصلونها في جماعة بعد صلاة العشاء، والبعض الآخر يصليها بمفرده، إلى أن قرر سيدنا عمر إحياء هذه السنة المؤكدة وجمع المسلمين في صلاة التراويح على قارئ واحد، وكان سيدنا على بن أبى طالب أيضًا يحث عليها وورد عنه أنه كان يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إمامًا.

كيفية صلاة التراويح؟

ذكرنا أن صلاة التراويح تكون في الفترة بين صلاة العشاء وآذان الفجر، وهي تصلى في جماعة أو يمكن للمسلم أن يصليها منفردًا سواء في أول الليل أو آخرة وقد ورد عن سيدنا عمر بين الخطاب أنه قال «والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون – يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله ” أي أن فعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم ذلك.

ولم يحدد فيها بعدد من معين من الأيات أو السور ولكن كان السلف يحرصون على ختم القرآن في خلال صلاة التراويح في جماعة لكي يسمع المصليين القرآن كاملاً، وورد عن القاضي ـ أبو على أنه قال (لا يستحب النقصان عن ختمه في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمه، كراهية المشقة على من خلفه”

وورد عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه أمر أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس فكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كان البعض يعتمد على العصا من طول القيام، وما كانوا ينصرفوا إلا في فروع الفجر ، ويجب على القارئ الذي يؤم المصليين في الصلاة أن يخف عليهم ولا يشق علي المصليين قدر المحتمل، وقد روى عن سيدنا عمر أنه دعي بثلاثة قراء فستقرئهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية” لذلك فالأفضل في صلاتها تجنب مشقة المصلين ومراعاة حالتهم.

ما هي عدد ركعات صلاة التراويح؟

صلى الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح إحدى عشر ركعة بصلاة الشفع والوتر وعن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت ” ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ” متفق عليه، ولكن الزيادة جائزة حسب استطاعة كل شخص واجتمع جمهور العلماء على أنه ليس لها عدد ركعات معين، ولكنهم رجحوا أفضلية زيادتها كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا على بن أبى طالب وزادوها حتى عشرون ركعة وقد وافق ذلك الشافعي وأبو حنيفة وابن المبارك، أما الإمام مالك فقط زادها إلى سته وثلاثين ركعة.

ما هو دعاء صلاة التراويح؟

صلاة التراويح صلاة تجمع بين السجود وقيام الليل لذلك فأنها من الأوقات التي يفضل فيها الدعاء، وعلى المسلم أن يبتهل بالدعاء لربه ويسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة وصلاح أحواله، ولم يحدد لصلاة التراويح صيغة معينة فالبعض يدعو بدعاء ختم القرآن وبعضهم يقولون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و بارك لنا فيما أعطيت و قنا واصرف عنا شر ما قضيت سبحانك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد يا الله على ما قضيت ولك الشكر على ما أنعمت به علينا وأوليت، نستغفرك يا ربنا من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك و نثني عليك الخير كله”.

دعاء صلاة التراويح مكتوب

هناك بعض الأدعية التي وصانا بها رسولنا الكريم حيث قال ” بُعثتُ بجوامع الكلم”، وخلال صلاة التراويح يقوم المصلين بترديد هذه الأدعية وبعضهم يجمعها في ورقة مكتوبة يقرأ منها ويدعو بها، ومن هذه الأدعية التي يرددها المصلين في الركعة الأخيرة من الصلاة في المساجد:

  • اللهم أنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا.
  • اللهم أحسِن وُقوفَنا بين يديك، ولا تُخزِنا يوم العرضِ عليك.
  • اللّهم استُرنا فوق الأرضِ وتحت الأرضِ ويوم العرضِ عليك.
  • اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأُمور كُلها، وأجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة
  • يا أَرحَمَ الرَّاحِمين.. اللّهم الطُف بِنا في قضائِكَ وقَدَرِكَ لُطْفاً يليقُ بِكَرَمِكَ يا أَكرَمَ الأَكرَمين.
  • يا سمَيعَ الدُّعاء، يا ذا المَنِّ والعَطاء، يا مَن لا يُعجِزْهُ شيءٌ في الأَرضِ ولا في السَّماء، اللّهم ارزُقنا فأَنتَ خَيرُ الرَّازِقين.
  • اللهم اجعَل في قُلوبِنا نورا، وفي قُبورِنا نورا، وفي أسماعِنا نورا، وفي أبْصارِنا نورا، وعن يميننا نورا، وعن شِمالِنا نورا، ومن فَوقِنا نورا، ومن تحَتِنا نورا، وفي عَظمِنا نورا، وفي لحَمِنا نورا، وفي أَنْفُسِنا نورا، وفي أَهْلِنا نورا، وفي آبائِنا نورا، وفي أُمَّهاتِنا نورا، وفي أَزواجِنا وزَوجاتِنا نورا، وفي ذُرِّيَتِنا نورا، وأَعطِنا نورا، وأَعظِم لنا نورا، واجعَل لنا نورا مِن نورِكَ فَأَنتَ نورُ السّماواتِ والأرضيات ربَّ العالمين..
  • يا أَرحَمَ الرَّاحِمين.. اللّهم الطُف بِنا في قضائِكَ وقَدَرِكَ لُطْفاً يليقُ بِكَرَمِكَ يا أَكرَمَ الأَكرَمين، يا سمَيعَ الدُّعاء، يا ذا المَنِّ والعَطاء، يا مَن لا يُعجِزْهُ شيءٌ في الأَرضِ ولا في السَّماء، اللّهم ارزُقنا فأَنتَ خَيرُ الرَّازِقين.
  • اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من والصراط وذلته، ونعوذ بك من يوم القيامة وروعته، اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك.
  • وأَعتِق رِقابَنا يا أرحَمَ الرَّاحِمين، ورِقابَ آبائِنا وأُمَّهاتِنا وَمَن كان لَهُ حَقٌ عَلينا، وجميع المُسلِمين والمُسلِماتِ.. المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ.. الأَحياءِ مِنهُم وَالأَموات، إنَّكَ يا مَولانا سَميعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدَّعَوات، يا أرحَمَ الرَّاحمين، اللّهم صلِّ وسلِّم وبارك على سَيِّدِنا مُحمَّدٍ في الأوَّلين، وصلِّ وسلِّم وبارك عَليهِ في الآخِرين.

ما هو فضل صلاة التراويح ؟

كما ذكرنا سابقًا صلاة التراويح سنة مؤكدة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأكد على ثوابها العظيم وأن قيام المسلم في شهر رمضان يكون سببًا في أن يغفر الله له ذنوبه فقال ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه” كما جاء في الحديث الصحيح ما يثبت ترغيب النبي لأمته في صلاة الجماعة وأنه قال ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة ) “صححه الألباني في صحيح الترمذي”, لذلك ينبغي للمسلم أن لا يفوت الفرصة خلال الشهر الكريم ويتضرع إلى ربه بالصيام والقيام حتى يغفر الله له.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *