فرعون مصر وسيدنا موسى وإرادة الله

فرعون مصر وسيدنا موسى وإرادة الله يقول عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. كان فرعون الذي ملك مصر. فاجراً كفارا طغى وتكبر في الأرض وكان عاتياً جبارا كفر بالله وادعى أنه ربٌ وإله.علِم بأمر نبي سيولد في زمانه من بنى إسرائيل وأن هذا النبي سيزيل ملكه ويزلزل عرشه فأمر جنده وحاشيته بذبح كل الغلمان. فاستحيوا النساء وذبّحوا أولادهم دون شفقة أورحمة بهم ولم يثنهم صغرهم ولا صرخات أمهاتهم.

مولد سيدنا موسى والعناية الإلهية

من ثم ولدت أم موسى بنبي الله والخوف يعتصر قلبها من أن يُقتل ولدها فألقى الله السكينة والطمأنينة. على قلبها وأوحى الله إليها أن ترضعه وإن تملكها الخوف تضعه في تابوت وتلْقه في البحر. وأمرها أن لا تخاف ولا تحزن فلسوف يعيده إليها.بعد ذلك انتاب أم موسى الوجل والخوف فوضعته في التابوت وألقته في النهر. وأرسلت أخته وراءه وقالت لها اتبعيه وقصيه وسيرى بحذاه حيث يسير. توقف التابوت عن المسير وأقبل عليه جند فرعون وحاشيته وأتواْ به إلى عدو الله وعدوه. أخذته امرأة فرعون وأمرت بعدم قتله وأخبرتهم بأنه سيكون قرة عين لها ولزوجها. لأن امرأة فرعون كانت من المؤمنين الموحدين تبرأت من طغيان وفساد فرعون وابتهلت إلى الله أن ينجيها منه ومن ظلمه. يقول تبارك وتعالى{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

 

إرادة الله وحكمته

مع ذلك شاء الله بقدرته وحكمته أن يكون نبي الله موسى أمام عين فرعون وفى داره وأن يكون مهده ورقاده على فراشه. وشاء الله بعزته وسلطانه أن تكون حاشية فرعون وجنده وهم من استحيوا النساء وقتلوا الأطفال من أجل قتله أن يقوموا هم بحراسته. ويوفرون له العناية ويحوطونه بالرعاية بل ويبحثون له عن المرضعات ويجوبون له كل الدروب والطرقات وهم لا يدركون أنهم يبحثون عن أمه. أبى نبي الله كل مرضعة أتت إليه. جاءت أخته عليه وقالت لهم هل أدلكم على من تكفله وترضعه. عاد موسى إلى أمه لكى يتبدد حزنها وتقرّ عينها ولكى يتحقق وعد الله لها.

التوبة والمغفرة من الله والخروج من مصر

فرعون مصر وسيدنا موسى وإرادة الله

فرعون مصر وسيدنا موسى وإرادة الله حين بلغ نبي الله أشده وبينما كان سائراً ذات يوم في المدينة وجد رجلاً من شيعته من بنى إسرائيل يقتتل. مع رجل من قوم فرعون طلب الغوث منه فأغاثه ووكز الفرعوني وقضى عليه. إلا أن في اليوم التالي استصرخه الرجل وحين همّ لإجابة صرخته قال له الفرعوني أتريد أن تقتلني يا موسى. كما قتلت نفساً بالأمس فاستغفر موسى ربه وتضرع إليه وطلب التوبة والمغفرة وتاب الله عليه.علم جند فرعون وحاشيته بأمر ما كان فأضمروا لنبي الله الغدر والقتل والغيلة. حينما جاءه رجلاً يسعى وينصحه ويحذره ويأمره بالخروج من مصر فخرج منها وهو خائفاً مترقباً. أن يلحق به هؤلاء العتاة الجبابرة ودعا الله أن ينجيه منهم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *