زكاة الفطر صدقة يخرجها المسلم عن نفسه وبدنه وسبب وجوبها هو الفطر من شهر رمضان المبارك لتطهر الصائم من أي لغو أو رفث وهي من الصدقات المعلومة بمقدار معلوم، وقد أجمع أهل العلم على أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يخرجها عن نفسه وعن أهله الذين لا أموال لهم مثل الأبناء الصغار.

شروط وجوب زكاة الفطر

الشرط الأول الإسلام فهي واجبة على كل مسلم كبيرًا كان أو صغير حرًا أو عبدًا، رجل أو امرأة.

الشرط الثاني هو الغنى وهو يعني أن يملك المسلم يوم العيد أو ليلته صاع من الطعام زائد عن قوته وقوت عياله.

الشرط الثالث دخول الوقت وهو بغروب أخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك.

الحكمة من زكاة الفطر

إن زكاة الفطر لها حكم كثير منها:

• تطهر للصائم من أي خلل في صيامه، فيتم الصيام بالصدقة.
• إدخال السرور على نفوس المساكين وإغناء لهم عن السؤال يوم العيد.
• زكاة عن البدن الذي أبقاه الله تعالى عامًا وأنعم عليه بالبقاء.
• في إخراجها شكر للمولى عز وجل على نعمه وعلى أن رزقنا صوم رمضان.

وقت زكاة الفطر

أجازت بعض المذاهب ومنها الشافعية إخراج زكاة الفطر في أي وقت من بداية شهر رمضان وحتى قبل صلاة العيد، والأفضل إخراجها قبل صلاة العيد بيوم أو يومين، ولذلك لحديث رسول الله ” فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاع من شعير على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة” وفي رواية بن عمر ” وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين” وهذا دليل على جواز أدائها في أي يوم من الشهر الكريم.

ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة لما بعد الصلاة، فهي بذلك تكون صدقة وليست زكاة فطر.

هل تخرج زكاة الفطر عن الجنين

إن إخراج الزكاة عن الجنين في بطن أمه أمر مستحب وليس واجب سواء نفخت فيه الروح أم لا، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يخرج زكاة الفطر عن الحمل، فعن حميد وقتادة ” أن عثمان كان يعطي صدقة الفطر عن الصغير والكبير والحمل” ونحن كمسلمين يجب أن نقتدي بأكابر الصحابة رضوان الله عليهم.

أما إذا ولد الجنين ولو قبل صلاة العيد بساعة أصبحت الزكاة عنه واجبة.

هل يجوز للرجل إخراج الزكاة عن زوجته وعن الوالدين

إن الرجل مسئول عن إخراج زكاة الفطر عن زوجته وعن كل من يعولهم من الأقارب سواء الأبناء أو الوالدين، وإذا كانت الزوجة تملك أموالًا فيجوز أن تخرجها عن نفسها.

حكم إخراج زكاة الفطر في بلد أخر

إن الأولى بزكاة الفطر هم أهل البلد الذي يقيم فيه المسلم، ولكن لا مانع من أن يرسل المسلم زكاته  إلى بلد أخر .

مقدار زكاة الفطر

بوجه عام يكون مقدار زكاة الفطر صاع من قوت البلد سواء الشعير أو التمر أو غيره، والصاع هو مقدار ملء اليدين معًا أربع مرات أو أربع حفنات، وبالكيلو يعادل ثلاثة كيلوات تقريبًا.

حكم اخراج زكاة الفطر مالا

أما بالنسبة لإخراج زكاة الفطر على هيئة أموال فقد رجح الحنفية أن زكاة الفطريمكن أن تكون عينًا (أي طعام) ويجوز أن يخرج المزكي عن نفس القيمة أموال، كما ذهب بعض التابعين منهم الحسن البصري أيضًا لجواز إخراج قيمة زكاة الفطر مالًا بقيمة الزكاة، وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يحدد قيمة الزكاة بالصاع وما يعادلها من أموال.

وفي مصر حددت دار الإفتاء قيمة زكاة الفطر ب15 جنيه مصري، وفي المملكة تم تحديد قيمة زكاة الفطر 2021 ب30 ريال سعودي عن الفرد.

ويرجح بعض العلماء إلى أن الأولى بالمسلم أن يخرج الزكاة صاع من طعام البلد، وإذا كان المسلم يريد أن يرفق بالفقير فلا مانع من أن يخرج بعض الدراهم مع الطعام حتى يغني الفقير عن السؤال يوم العيد ويدخل عليه السرور.

مخارج زكاة الفطر

يرجح العلماء أن زكاة الفطر تجوز فقط للفقراء والمساكين، ولا تجوز أن تذهب للمؤلفة قلوبهم ولا في الرقاب ولا غير ذلك من باقي مصارف الزكاة الأخرى، لأنها مواساة لفقراء وطعمه للمساكين في العيد، ويجوز إعطاء الزكاة كاملة لشخص واحد أو توزيعها بين المساكين.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين

إن الصدقة يجوز إعطائها لغير المسلمين بشرط ألا يكون بيننا وبينهم حرب أو عداوة، وأيضًا الزكاة بوجه عام فيجوز إعطاؤها للمؤلفة قلوبهم من غير المسلمين الذين نرجو إسلامهم، أما عن زكاة الفطر فقد رجح بعض العلماء كما أسلفنا سابقًا أنها تعطى للفقراء والمساكين من المسلمين ولا يدخل من مخارجها المؤلفة قلوبهم ولا أبناء السبيل، ويستحب أن يكونوا من أقرب الناس لك سواء من الأقارب من الذين لا تستوجب نفقتهم على مخرج الزكاة أو من الجيران أو من أهل نفس البلد الذي تسكن فيه، فإذا لم يكن في بلدك فقراء أو مساكين، ففقراء المسلمين من البلدان المجاورة أولى.